الصحة الجيدة والرفاه
إن ضمان حياة صحية وتعزيز العيش الكريم في جميع الأعمار أمرٌ أساسي لتحقيق التنمية المستدامة.
يواجه العالم حالياً أزمة صحية عالمية غير مسبوقة – فبسبب كوفيد-19 تتفشى المعاناة الإنسانية ويتزعزع استقرار الاقتصاد العالمي وتنقلب حياة بلايين الناس في جميع أنحاء العالم رأساً على عقب.
قبل الجائحة، تم إحراز تقدم كبير في تحسين صحة الملايين من الناس، إذ تم تحقيق خطوات كبيرة في زيادة متوسط العمر المتوقع وتقليل بعض أسباب القتل الشائعة المرتبطة بوفيات الأطفال والأمهات. لكن هناك حاجة إلى مزيدٍ من الجهود للقضاء التام على مجموعةٍ واسعة من الأمراض ومعالجة العديد من القضايا الصحية المختلفة، المستمرة منها والناشئة. ومن خلال التركيز على توفير تمويلٍ أكثر كفاءة للأنظمة الصحية، وتحسين الصرف الصحي والنظافة الصحية وتسهيل الوصول إلى الأطباء، يمكن تحقيق تقدم كبير في المساعدة على إنقاذ حياة الملايين.
تشكل حالات الطوارئ الصحية مثل كوفيد-19 خطراً عالمياً، وقد كشفت عن وجود حاجةٍ ماسة للبقاء على أهبة الاستعداد. وقد سلّط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الضوء على أوجه تفاوتٍ كبيرة في قدرات الدول على التعامل مع أزمة كوفيد-19 والتخلص منها. تشكّل الجائحة لحظةً فاصلة للتأهب للطوارئ الصحية وللاستثمار في الخدمات العامة الحرجة في القرن الحادي والعشرين.
الاستجابة لكوفيد – 19
تقود منظمة الصحة العالمية الجهد العالمي للتعامل مع كوفيد-19، حيث تحدد خطة الاستعداد والاستجابة الاستراتيجية، التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، تدابيرَ الصحة العامة التي ينبغي على الدول اتخاذها للتحضير والاستجابة لكوفيد-19. ويقدم تحديث الاستراتيجية الذي وضع في أبريل 2020 المزيد من التوجيهات لاستجابة الصحة العامة لكوفيد-19 على المستويين الوطني ودون الوطني، وهو يسلّط الضوء على الدعم المنسّق المطلوب من المجتمع الدولي لمواجهة تحدي كوفيد-19.
يمكن للأفراد والمنظمات الذين يريدون المساعدة في مكافحة الجائحة ودعم منظمة الصحة العالمية وشركائها التبرع من خلال صندوق استجابة كوفيد-19 الذي يدعم عمل منظمة الصحة العالمية لتتبع انتشار الفيروس وفهمه، من أجل ضمان حصول المرضى على الرعاية التي يحتاجونها، وحصول العاملين في الخطوط الأمامية على الإمدادات والمعلومات الأساسية، وتسريع البحث، وتطوير لقاح وعلاجات لجميع من يحتاجون إليها.
كما تُقدّم منظمة الصحة العالمية، مع شركائها، الإرشادَ والمشورةَ للناس بغرض الاعتناء بما يخصهم على صعيد الصحة النفسية خلال جائحة كوفيد-19، وخاصةً للعاملين في المجال الصحي ومديري المرافق الصحية والأشخاص الذين يرعون الأطفال وكبار السن والأشخاص المعزولين، والأفراد بصورةٍ عامة.
ليست الجائحة مجرد أزمةٍ صحية، فهي أخطر من ذلك بكثير، وتتطلب استجابةً من الحكومة والمجتمع بأكمله تتوافق مع تصميم وتضحية العاملين في المجال الصحي في الخطوط الأمامية.