الدكتورة وجدان العقاب رئيسة مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحماية البيئة
السيد أحمد جابر العيدان الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت
سعادة السيد إميل كريموف سفير أذربيجان لدى الكويت
ممثلو وزارة الدفاع ، جمعية الكويت لإدارة الأزمات والطوارئ
الممثلون الإقليميون من جامعة الدول العربية والشبكة العربية للبيئة والتنمية والمجموعة العربية لحماية الطبيعة
أصحاب السعادة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة.
اسعد الله صباحكم
بدايةً ، أود أن أتقدم لكم بجزيل الشكر على دعوتنا إلى هذا الحدث الهادف الذي يصادف "اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية". وأود أن اعبر عن خالص امتناني للجمعية الكويتية لحماية البيئة وشركة نفط الكويت لتنظيم هذا الحدث. ويشرفني أن أقف هنا للإشادة بأبطال حماية البيئة في سياق الحروب والصراعات المسلحة ودعم رحلتهم اللافتة نيابة عن الأمم المتحدة في الكويت.
قبل 23 عاما، قدمت دولة الكويت مشروع قرار لاعتماد اليوم السادس من نوفمبر من كل عام ليكون اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية". ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم فرصة عظيمة ليفكر الناس في جميع أنحاء العالم في التأثير المدمر للحروب والصراعات المسلحة على البيئة وعلى الانسان بالتبعية.
إن تدمير البيئة من خلال المقذوفات والقنابل والأسلحة هي افعال كارثية تقوم بها البشرية بشكل واعي وغير مسؤول فى اطار صراعاتها الذاتية العنيفة التى تنتهجها من حين لاخر. ولاشك ان لهذه الافعال تأثيرات طويلة المدى ليس فقط على حياتنا الحالية بل تمتد ايضا عبر الزمن لتأثر على الأجيال القادمة. تؤدي هذه النزاعات المسلحة إلى تدمير الطبيعة والنظام البيئي، وتلوث المياه والهواء والتربة، وتؤدى الى تهديد الأمن الغذائي، والتغير المناخي. ونظرًا لأن البيئة ضحية صامتة للصراع البشري، فمن الأهمية بمكان أن نصبح نحن متحدثين باسمها، ونرفع أصواتنا عالية ونبذل جهدنا العملى باستمرار من أجل الكوكب الذي نحيا فيه ونتشارك فيه الحياة والمصير.
الحضور الكريم
قبل ثلاثة عقود فقط، شهدت الكويت بشكل مباشر الآثار الكارثية للحرب على بيئتها الوطنية ومدى فداحة هذا الاثر مادياً ومعنوياً وقد بذلت الكويت جهدا عظيما للتعافى من خلال العمل الجماعي كما أظهر رجال الإطفاء في جميع مؤسسات دولة الكويت بطولة حقيقية في إطفاء حرائق أبار النفط بعد حرب تحرير دولة الكويت.
ومن خلال هذه التجربة الصعبة اصبحت الكويت الصوت المؤثر وقادت المسيرة والعمل وعززت حضورها العالمي كرائدة دولية في حماية البيئة من الحروب والصراعات المسلحة. وفي هذا الصدد، تفخر الأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب شعب الكويت ومجتمعها وحكومتها لتعزيز هذه الأجندة.
السيدات والسادة الكرام
إن الحفاظ على البيئة في ظل الحروب والصراعات المسلحة يشكل أولوية رئيسية للأمم المتحدة في العالم وفى الكويت بشكل خاص حيث ينصب تركيزنا على البيئة والسلام والأمن، وكلها أمور ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وكذلك رؤية الكويت 2035. لقد رأي العالم واختبر الآثار طويلة المدى والمدمرة للأسلحة النووية والأسلحة البيولوجية والكيميائية ، وأثرها المدمر على البشر والمحاصيل والطبيعة. رأينا جميعا كيف تحولت مناطق خضراء ومدن كانت تضج بالحياة الي خراب وموت بسبب الاستخدام غير المسؤول لهذه الأسلحة المحرمة دولياً. لقد رأيت رأي العين ضحايا من الأطفال فقدوا حياتهم أو أطرافهم ومن عاش منهم عاش بإعاقة دائمة نتيجة لمخلفات الحروب من الألغام والقذائف غير المنفجرة. رأيت مناطق باكملها منعنا الناس من العودة اليها أو عبورها لان خرائط نشر الالغام لم تكن متوفرة وبالتالي أصبح تنظيف هذه الأماكن واستعادتها للحياة عملية شائكة، شاقة ومكلفة وتستغرق وقتا أطول.
علينا ان نعالج بشكل عاجل الضرر الذي يلحق بالبيئة المحيطة بسبب الصراعات ومخلفاتها ، ليتمكن أطفالنا وأحفادنا من النمو والازدهار في عالم يسوده السلام.
ومن خلال الحدث الذي نحيي ذكراه اليوم ، نرسل رسالة مهمة إلى المنطقة والعالم: وهي أنه لا ينبغي لنا أن نهمل الأرض التي نعيش فوقها ويجب أن نتخذ الإجراءات اللازمة لاعادة ضبطها وضبط توازنها الحيوى قبل أن يصبح تدمير البيئة بسبب الصراعات أمراً لا يمكن علاجه. ونظراً لأن البيئة والسلام والأمن مترابطان بشكل عميق فانهما يتطلبان جهوداً متعددة من الجميع وفى شتى التخصصات وفى جميع القطاعات، فإنني آمل أن نخرج من حوار اليوم بشبكة موسعة من الأفكار والإلهام، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى جهود ملموسة ومشتركة في المستقبل القريب.
وفى هذا الصدد لا يفوتني ان أقتبس من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله "إذا أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فنحن بحاجة إلى التصرف بجرأة وسرعة للحد من المخاطر التي يفرضها التدهور البيئي وتغير المناخ على الصراعات والالتزام بحماية كوكبنا من الآثار المدمرة للحرب".
وكما نؤكد التزامنا في الأمم المتحدة في دولة الكويت بالشراكة الكاملة مع مؤسسات الدولة ومكوناتها الناشطة من جمعيات ومؤسسات ومجتمعات ناشطة في الحفاظ على البيئة وكذلك منع استغلالها في الحروب والصراعات المسلحة.
وختاما اشكركم على جهودكم المهمة والملهمة مع تمنياتنا لكم جميعاً بالتوفيق والسداد.