كلمة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق القيم في دولة الكويت يوم الأمم المتحدة 2024 "استدامة الأمن والسلم"
كلمة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق القيم في دولة الكويت يوم الأمم المتحدة 2024 "استدامة الأمن والسلم"
كلمة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق القيم في دولة الكويت
يوم الأمم المتحدة 2024
معالي السيد عبد الله علي اليحيا ، وزير الخارجية الموقر
أصحاب المعالي الوزراء، المحافظين، أصحاب السعادة السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي
الشركاء في دولة الكويت
الضيوف الكرام، السيدات والسادة ،
مع حفظ الألقاب والمقامات ... الاخوة الزملاء.
تحية طيبة وبعد ،،،
نرحب بكم في الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، ونحيي معا الذكرى الواحدة والستين للشراكة بين الأمم المتحدة ودولة الكويت.
هذه الشراكة الطويلة والفعّالة والتي تعكس التزام الكويت الدائم بالتعددية والسلام العالمي.
اصحاب المعالى والضيوف الأعزاء
نواجه اليوم عالماً تزداد فيه هشاشة السلام. فالنزاعات المستمرة في فلسطين ولبنان وأوكرانيا والسودان وغيرها من بقاع العالم تؤثر مباشرة على حياة ومستقبل الامم والشعوب والافراد.. حيث تتسبب هذه النزاعات في معاناة قاسية تفقد فيها الأرواح وتنتهك كرامة الإنسان بالنزوح واللجوء والفقر ونقص الخدمات.
ونشهد اليوم تفاقما في هذه الأزمات و ازديادا في التحديات التي تواجه المنظومة العالمية. فالأمم المتحدة ومجلس الأمن، اللذان أُسسا للحفاظ على الأمن العالميين يواجهان اليوم اختباراً غير مسبوق لإمكانية فعالية جهودهما لضمان السلام للأجيال القادمة.
ويتطلب الأمر أن يعود العالم اجمع إلى المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وميثاق الامم المتحدة. لقد تعهد أسلافنا في المجتمع الدولي، من خلال الإتفاقيات والمواثيق الدولية بعدم تكرار الفظائع التي شهدها العالم خلال الحرب العالمية الثانية. وتقع على عاتقنا اليوم المسؤولية الجماعية في احترام هذا التعهد.
وعلينا أن نعمل معاً لضمان بقاء هذا "المنتدى العالمي" فاعلا للقيام بواجباته ودوره الاساسي في تعزيز السلام والأمن الدوليين. لقد أثبت نظام الأمم المتحدة فعاليته عندما استطاع ان يوحد أصواتنا رغم الخلافات وتحويلها لعمل حاسم تجاه أزمات دول أعضاء وشركاء اساسيين في المنتدى الدولي.
اليوم، السلام يتطلب أكثر من الكلمات – إنه يتطلب قيادة حاسمة وعملاً جاداً في عالم تتزايد فيه الانقسامات الجيوسياسية، وتنتهك فيه القوانين والمواثيق الدولية بشكل متزايد.. فالنزاعات اصبحت أكثر تعقيداً وأكثر عنفا وازدادت فاتورة الضحايا من المدنيين فى الارتفاع..
السلام بالنسبة لي أمر شخصي وتجارب عايشت نزاعاتها وفظائعها واحسست مراراتها في بلدي السودان وفي اليمن وسوريا وأثيوبيا والصومال أوكرانيا والقائمة تطول.. اعرف معاني الفقد لأسر القتلى والمفقودين والتشرد والتفكك والتفتت وما يخلفه من جراحات عظيمة تستغرق اجيال لتشفى.. ولذا أؤمن ان تجنب الصراعات مهما بذلنا من جهود هو أفضل وأصلح من ان نعالج انفجارها واثارها..
اصحاب المعالى والمقام..
ظلت الكويت بإلتزامها وجهودها وإيمانها بضرورة احترام المواثيق الدولية تضطلع بدورها في السلام والامن وظلت شريكاً أساسياً للأمم المتحدة في رحلة السلام والتنمية. نحن فخورون بالتعاون الوثيق مع حكومة الكويت لتحقيق أهداف التنمية المستدامة كركيزة أساسية لإرساء اسس سلام مستدام. فقد قدمت الكويت الدعم المادي والمساندة لمشاريع التنمية والعمل الإنساني للشعوب المتضررة خلال مسيرة طويلة ظلت ومازالت تقف شاهداً على ايمان لا يتزعزع بضرورة التكاتف والعمل المشترك. كما ظلت وكالات الأمم المتحدة تعمل في شراكة حقيقية مع حكومة وشعب الكويت في مجالات متعددة مثل تنويع الاقتصاد، تمكين الشباب، الصحة، التعليم، العمل على قضايا المناخ، حقوق الإنسان، والحوكمة وغيرها.
في العام الماضي وحده، شهدنا تعاوناً ملحوظاً في مجالات عدة، بما في ذلك دعم الحوكمة والشفافية، مما ساعد الكويت على تحسين ترتيبها في مؤشر مدركات الفساد، بالإضافة إلى الابتكار في التكنولوجيا المساعدة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. كما عملنا على السياسات الخاصة بالطفولة، وصحة كبار السن، وتعزيز السياسات الاقتصادية، والمشاريع البيئية مثل مبادرة العواصف الرملية وحملة التشجير في الكويت.
اصحاب المعالى والضيوف الأعزاء
خلال العام الماضي الذي قضيته في الكويت، تأثرت بكرم هذا البلد وأهله. تاريخ الكويت الطويل كمركز تجاري عالمي عزز روح الانفتاح والضيافة، وهي قيم لا تزال تشكل جزءاً أساسياً من هوية الأمة اليوم.
تحتل الكويت اليوم المرتبة الأولى في مؤشر السلام العالمي لعام 2024 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمرتبة 25 على مستوى العالم. هذا إنجاز كبير لحكومة الكويت، وأتقدم بأحر التهاني لقيادة الكويت وشعبها على هذا الإنجاز. لكن في الوقت نفسه، يبرز هذا الإنجاز المسؤولية العميقة التي تقع على عاتق الكويت كقائد للسلام في منطقة تُعتبر الأقل سلاماً في العالم للسنة التاسعة على التوالي.
الضيوف الكرام
مع بقاء ست سنوات فقط حتى عام 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، و11 سنة لتحقيق رؤية الكويت 2035، فإن الوقت يمضي بسرعة لكننا متفائلين جدا بجهود الكويت في توجيه الموارد والطاقة نحو تحقيق رؤية الكويت.
ونتطلع إلى مستقبل مشرق حيث سيقوم الإطار الاستراتيجي للتعاون المرتقب بتوجيه تعاوننا مع حكومة وشعب الكويت في مجالات رئيسية مثل النمو الاقتصادي المتنوع، إصلاحات التعليم، تمكين المرأة والشباب، الطاقة النظيفة، الرقمنة، والصحة العامة. تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وستواصل الأمم المتحدة في الكويت العمل جنباً إلى جنب مع جميع الشركاء لضمان عدم ترك أحد خلفنا في رحلتنا المشتركة نحو استدامة السلام والأمن والتنمية.
أصحاب المعالي والضيوف الكرام
سيبقى مقر الأمم المتحدة هنا في الكويت هو مساحتكم للعمل والتعاون لوضع الأجندات وابتكار البرامج والعمل لتحقيق أهدافنا المشتركة. الأمم المتحدة في الكويت ملتزمة بمواصلة دورها كشريك موثوق لحكومة الكويت في تحقيق رؤية الكويت 2035 وأهداف التنمية المستدامة من أجل مصلحة الناس، والسلام، والكوكب، والازدهار، والتقدم.
أرحب بكم مرة أخرى في بيت الأمم المتحدة، وأشكركم على حسن استماعكم.