كلمة السيدة غادة الطاهر، ممثل الامين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت في منتدى يوم السلام تحت شعار "إبراز قوة وقيمة المرأة، السلام والأمن في الكويت وخارجها"
منتدى يوم السلام تحت شعار "إبراز قوة وقيمة المرأة، السلام والأمن في الكويت وخارجها" بالتعاون مع وزارة الخارجية لدولة الكويت، الاتحاد الاروبي والنا
بالنيابة عن الأمم المتحدة في الكويت، أرحب بكم بحرارة في منتدى يوم السلام تحت شعار "إبراز قوة وقيمة المرأة، السلام والأمن في الكويت وخارجها". حضوركم يمثل أهمية كبيرة في التأكيد على أن جهودنا لتعزيز مشاركة المرأة في السلام والأمن هي جهد جماعي. أود أن أشكر كل فرد هنا اليوم على اهتمامكم وعملكم الدؤوب في دعم أجندة المرأة والسلام والأمن (WPS) في الكويت.
تم اعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 (المشار إليه فيما بعد بـ "القرار 1325" أو "القرار") بشأن المرأة والسلام والأمن (WPS) من قبل مجلس الأمن في 31 أكتوبر 2000 بناءً على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.(1) يعالج القرار التأثير الضار للحرب على النساء مع التركيز على أهمية دور المرأة ومشاركتها في الوقاية والمشاركة والحماية والإغاثة والتعافي من النزاعات، وهي الركائز الأربع للقرار.(2) نجتمع اليوم في هذا المنتدى لإحياء الذكرى الرابعة والعشرين لاعتماد القرار 1325، مع التأمل في تاريخه ومبادئه وكذلك التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن في دولة الكويت وحول العالم.
القرار ليس وثيقة ثابتة موضوعة على الرف. إن الجهود لتحقيق التغيير الإيجابي، خاصة في توسيع حضور النساء في بناء السلام وحفظه، مستمرة في جميع أنحاء العالم. في الواقع، تم اعتماد "الميثاق من أجل المستقبل" في 22 سبتمبر 2024 من خلال قمة المستقبل المتعلقة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يؤكد على "السلام والأمن الدوليين" كواحد من مجالاته الخمسة.(3) تحت ركيزة أخرى من الميثاق، وهي "حقوق الإنسان والنوع الاجتماعي"، يتم تعزيز العمل على حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة كأحد الأهداف الرئيسية.(3)
أود أن أشيد بالحكومة الكويتية على التزامها الكبير وإنجازاتها المتميزة في أجندة المرأة والسلام والأمن. في فترة زمنية قصيرة من 2021/22 إلى 2023/24، ارتفعت الكويت في تصنيف مؤشر المرأة والسلام والأمن الصادر عن معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن من المرتبة 123 إلى المرتبة 61.(4,5) وفقًا لتقرير الكويت المقدم إلى لجنة القضاء على التمييز ضد المرأة، تقدمت الدولة أيضًا بعشر نقاط في الفجوة العالمية بين الجنسين، حيث تحتل المرتبة الثالثة على المستوى العربي في مجال المرأة والسلام والأمن. يهدف هذا المنتدى إلى تشجيع الحوار والعمل المستمر حول تعزيز المشاركة الفاعلة للمرأة في السلام والأمن في دولة الكويت. كما يسلط الضوء على إنجازات الكويت في تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن، بما في ذلك إنشاء اللجنة الوطنية للمرأة والسلام والأمن في ديسمبر 2023، برئاسة إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية. (6)
ومع ذلك، هناك دائمًا مجال للكويت للتوسع والتطوير بشكل أكبر في إشراك النساء وإدماجهن في مجال السلام والأمن. خاصة وأن الكويت لها دور قيادي في السلام والأمن والدعم الإنساني في مجلس التعاون الخليجي وعلى المستوى العالمي. وقد أكد ذلك ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الذي شجع جميع الدول الأعضاء على إعادة الالتزام بمبدأ السلام والأمن الدوليين خلال كلمته في قمة المستقبل.(7)
مشاركة النساء في السلام والأمن أمر أساسي لتحقيق مجتمع سلمي ومستدام وقادر على الصمود وشامل. في حين تواجه النساء آثار النزاعات بشكل أكبر، إلا أنهن أكثر من مجرد ضحايا للعنف. في الواقع، تلعب النساء أدوارًا كبيرة في حماية الفئات الضعيفة من السكان، بما في ذلك النساء والأطفال، من أوضاع النزاع المتعددة، بدءًا من الحروب إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي. ومع تولي النساء أدوارًا قيادية في تسهيل التفاعلات والمشاركة في المجتمعات، فإنهن يمتلكن الأدوات أو النفوذ لتعزيز السلام في محيطهن. علاوة على ذلك، فإن "النساء بالزي العسكري" العاملات في مجالات السلام والأمن قد أُلهمن النساء والفتيات في المجتمعات المتضررة، حيث قدم وجودهن رؤى عن قدرة الأفراد في المجتمعات المحلية على أن يكونوا عوامل للتغيير الإيجابي، مما يدعم تمكين النساء الأخريات. الأهم من ذلك، نظرًا لأن السلام والأمان والأمن هي جوانب أساسية من كرامة الإنسان وجودة الحياة بغض النظر عن الجنس، فإن السعي إلى خلق قوى متوازنة بين الجنسين في مجالات السلام والأمن أمر حيوي.
في هذا المنتدى، نتمتع بفرصة ثمينة للاستماع إلى تجارب ورؤى "النساء بالزي العسكري" الملهمات اللواتي يعملن في الصفوف الأمامية للسلام وتطبيق القانون والأمن في البلاد. وفي الوقت ذاته، أود أن أؤكد أن مشاركة النساء وقيادتهن في مجالات السلام والأمن ليست حكرًا على أولئك الذين يرتدون زيًا معينًا أو من يشغلون مناصب قوة. على جميع المستويات، من المجتمعات المحلية إلى الساحة الدولية، يمكن للنساء أن يواصلن لعب أدوار نشطة في تعزيز السلام والأمن بطرق متنوعة تشمل إنفاذ القانون، التفاوض، الدبلوماسية، الدعوة للسلام، العمل الإنساني، التعليم، حل النزاعات، الإعلام والصحافة، الرعاية الصحية، الدعم النفسي والاجتماعي، النشاط البيئي، الثقافة والابتكار. والقائمة تطول. أشجعكم على إلهام الآخرين من حولكم للانضمام إلى الجهود في تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن عن طريق أن يصبحوا عوامل للسلام والتغيير الإيجابي في بيئاتهم.
نظرًا لأن الأفكار للنمو تنبثق من الحوارات النشطة وتزدهر من خلال الجهود الجماعية، فإن هذا المنتدى سيجمع أصحاب المصلحة معًا للاحتفال بالرحلة التي قطعتها دولة الكويت حتى الآن في مجال المرأة والسلام والأمن، وللمناقشة حول الاتجاه الإيجابي لجهود الكويت المستمرة في هذا المجال للأجيال القادمة. آمل وأؤمن أن هذا الحدث سيساهم في خلق زخم لشراكات أكثر نشاطًا وإجراءات تعاونية تعزز أجندة المرأة والسلام والأمن في الكويت.